سألوا عن رأي اوبرا والدكتور فيل بالعرب..!تفضل واحكم بنفسك..>>

عندما استقبلت أوبرا ونفري في برنامجها المشهور على قناة إم.بي.سي المجنّدة الأمريكية العائدة من أسر الجيش العراقي بعد أيّام قليلةٍ من أسرها، وجدت أوبرا في هذا الاستقبال فرصة للنيل من العرب والتهكّم عليهم واتهامهم بالجهل والضعف والحمق وسوء المعاملة وغير ذلك من الصفات، على الرغم من أنّ المجنّدة المذكورة قد أشادت بحسن معاملة العراقيين لها وعدم المساس بها أو الإساءة لها وأنّ أحد الضباط العراقيين هو الذي ساعد على إطلاقها. ولم تتورّع أوبرا، وهي تعلم علم اليقين أنّ لها كثيراً من المشاهدين والمعجبين العرب، أن توجّه إهانات للعرب كلّهم مضحيّةً بما حقّقته لديهم من شهرة وإعجاب، من أجل موقف سخيف لم تتمالك معه أن تعبّر عن تعصّبها الشديد ضدّ العرب وازدرائها لهم. وقد خسرت أوبرا بالفعل الكثير من مشاهديها العرب بسبب هذا الموقف ومواقف أخرى شبيهة.

أما الدكتور فيل الذي حقّق هو الآخر شهرة واسعة لدى المشاهدين العرب في برنامجه الشهير الذي يحمل اسمه والذي يبثّ أيضاً من قناة إم.بي.سي، فقد سار على خطى أوبرا في التفريط بمشاهديه العرب بعد أن دخل كلّ بيتٍ من بيوتهم ونال كثيراً من احترامهم وتقديرهم، فما إن سنحت له فرصة للنيل من العرب واتهامهم بالإرهاب والقرصنة وممارسة القتل حتى استغلّ هذه الفرصة ورمى بعرض الحائط كلّ ما كان ناله من احترام وتقدير له ولبرنامجه. فعندما عرضت عليه قصة الفتاة الأميركية كاثرين وزواجها من الشاب الفلسطيني عبد الله برغبة مشتركة منهما وذهابها إلى فلسطين والإقامة فيها مع زوجها الشاب(22سنة)، وعندما جاء أهل الفتاة إلى دكتور فيل يعرضون عليه ما وقع لابنتهم، خصّص دكتور فيل ثلاث حلقات من برنامجه لهذه القصّة ولم يدّخر تهمة شنيعة إلاّ ووصم بها العرب، فجعلهم خاطفين لهذه الفتاة البريئة وقراصنة وصوّر الفتاة معّرضة لخطر القتل والتعذيب والاضطهاد والإرهاب من زوجها الشاب، وصوّر العرب كلّهم قتلةً وإرهابيّين وقراصنة، مع أن الفتاة التي تصغر زوجها بأربع سنوات أعربت عن تعلقها الشديد به.

ليس المهم أن يبغض أمريكيٌّ هنا أو هناك العرب ويتحامل عليهم، فهذا أمرٌ متوقّع في ظلّ الصراعات التي يشهدها العالم، ولكنّ الأمر المستهجن هو أن يستغلّ مقدّمو البرامج المشهورون برامجهم للإساءة للعرب جهاراً نهاراً ويتنازلوا عن الموضوعيّة والتوازن اللذين ينبغي أن يتحلّوا بهما، مع علم هؤلاء المقدّمين أن برامجهم تبثُّ في الدول العربية وأنّ لهم مشاهدين ومعجبين في الوطن العربي.

والأمر المثير للدهشة في هاتين الحالتين أن تبلغ الرغبة لدى هؤلاء المقدّمين في التعبير عن حقدهم على العرب إلى الدرجة التي تجعلهم على استعداد للتضحية بسمعتهم وشهرتهم عند المشاهدين العرب، مع أنّ بإمكانهم التغاضي عن التعبير عن هذا الحقد دون أن يخسروا شيئاً.