[CENTER]
لتنم بحفظ الرحمن ايها الاب الغالي.. الى الابد...
حتى باتت تلك الجمله الغريبه محل لا يعرب في
قاموس مخيلتي البائس..!
حاولت جاهدة ان استوعبها..
ولو القليل, ان افهم ما تحوي..ولكن عبث...! كأن 18 سنه من حياتي لم اتعلم بها شيء لاستطيع ترجمة
جملهـ مبرمجة على عاتق القدر, لن يفهم معناها الا من يجربها..
لقد توفي..
هكذا صعتني صديقتي بقولها لي..
لقد توفي الاستاذ "
احمد مرهـ", اقسم لكـ.. لم استطع فهمها او ترجمتها, منذ ذلك اليوم وانت لا تغيب عن مخيتلي.. اراكـ دائما مبتسما امامي..مع انكـ لا تنتمي الى عالمي الحالي.. فأنت بعالم غامض, مخيف اخشى عليك منهـ.. فكل المخلوقات
البشريهـ مبهمة التفكير حول هذا العالم المبهم.. لانه بحد ذاته لغز محير...! ماذا ستصنع هناكـ.؟؟ كيف ستعيش؟؟ هل ستنام كل تلكـ المدهـ؟؟ واذا استمرت الحياة الى امد غير مسمى.. هل ستبقى نائم في ذلكـ الخيال الغريب, المبهم؟؟
دفنوكـ ولم يعلموا انهم قد دفنوا قدوة كان يقتدي بها أكثر من مئتا شخص...دفنوا اسرار بريئه كانت تحكى لكـ... اسرار كثيرهـ ومواجع أكثر..كان
يحتضنها قلب طيب لم يسبق لي ان عهدت مثلهـ..!
قلبت مخيلتي يوما على صدر يوم..وحتى هذه اللحظه التي اخط فيها كلماتي على غير هدى.. لا اذكر موقف
واحد سلبي رأيته منكـ...! فكل ما اعرفه عنكـ انكـ ذلك الانسان الذي لا مثيل لهـ...فقد كنت بمثابة أبي.. بمثابة اخي الكبير.. ولم اتصور ولو مرة واحدة ان يخطفك القدر من بين احضان ابناءك الذين تجاوز عددهم المئتان كبرقة رعد...
تذكرت وقتها تلك الجملة
التي خطتها مرارا وتكرارا على صفحات ايامي التي مرت..."بي ألم.., لن يفض بكارتهـ الا الموت.."
الموت....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!؟
اقسم لكـ انني لم أعـرف معنى
الموت بحذافيرهـ الا بعد ان ملككـ قبركـ واحتضنكـ
بين ذرات رماله.. فقد فقدت الكثيرين ممن اعرف طيلة السنين التي مرت.. ولكن لم يكن لاحدهم تأثير على حياتي مثلكـ. فموتك ربما جعله الله عبره للجميع...! ولكن لماذا جاءت هذه العبرة على حسابك انت!! وعلى حساب حياتكـ..؟ ام انه منذ ولادتي كان يجب علي ان اعلم ان كل ذو قلب طيب وان من نحب.. هم من يأخدهم
الرحمن ليناموا في سبات عميق أبدي.. الذي بلغة البشر يسمى الموت والكاس الذي سيشرب منه جميع الناس....؟؟!؟
اصبحت مخيتلي لا تحتوي الا على علامات استفهام وعلامات تعجب.. من هذا العالم الغريب, من القدر الذي لا نستطيع ان
نغيرهـ او نحرك به ساكنا ...
لقد تبعثرت حروفي في سكون الليل حيث انظر الى ذلك الفضاء الخالي.. الى السماء السوداء.. انظر ما لا يقل عن
ربع ساعهـ.. اختنق.. فانا لا استطيع ان اصمد اكثر لارى ان كل ما حولي سواد داكن.. فأتذكرك واتذكر..هل فعلا ستقضي كل تلك الايام القادمه في النظر الى فضاء اسود لا تعلم له اول من اخر؟
اصبحت افكاري مشتتهـ.. وردة فاسدة لا تصلح حتى للشم.. لانها دخلت في متاهات معقدهـ لا تبرمج كتلك الكلمة
التي سرقتكـ منا.. "كالموت المخيف..!"
تصدق
انني لا اظن انني بيوم من الايام قد يأتي يوم.. واتخيل انك فعلا تمكث تحت التراب..
فقد بلع الزمان والمكان روحي ومشاعري فقد
اضعت قلبي بين كلمات الموت.. وضعت بداخلها.. ثلاث احرف لا اجد تفسيرا مقنعا لهن..! ثلاث احرف سرقنك مننا كرمشة عين.. بكينا صرخنا توسلنا الى الله بان تعود الينا.. ولكن عبث..!
وكأننا لم ننبس ببنت شفهـ..!.!.! لأعود واشعر من جديد ان
الدنيا مجرد رماد, شيء من لا شيء..! فبكل لحظة يتلعثم الحديث في اعماقي... حماقتي أيها الوقت والزمن أنني أنتظر فأتأخر ..فتقودني مشاعريـ الى دار الموتى
فأتبعهم إلى سماءٍ نسيت بها من أكون, وتناست السماء ما قدمت...!
كلامي مبعثر لن تسطيع انت او اقوى القواميس ترجمته.. واليوم اصبحت انت مجرد ذكرى عابره على صفحات الحياة وعلى السنة البشر .. وسيصبح كل كلامنا عنكـ.. هل تذكره عندما كان.. وكان.. وكان...!
كنت شمعة انارت عائله وابناءها.. ولكنك اليوم.. ربما اصبحت مجرد اشاعه يختمها الزمان بالشمع الاحمر.. مجرد وهم انشرهـ كل صباح على شرفة
مخيتلي..
عزائي لاهلكـ.. لاولاك المئتان.. لاولادكـ السته.. لزوجتكـ... وعزائي لنفسي.. لانني لم ابكِ بين ثنايا صفحاتي على فقدناكِ...! حتى في بيت العزاء.. انظر الى الجميع.. سكون قاتل.. كل منهم عيناهـ في الارض ... اتساءل على من
يحدون؟؟ وعلى من هم حزينون... واجلس وسطهم محتارهـ.. لماذا انا هنا... لانني وكما ذكرت لكـ.. لم يتطور تفكيري حتى الان لبرمجة كلمة.. أننا فقدناكـ.. اننا ودعناكـ..
وداعا أبدي.. وداعا لا عودة
منهـ..!وبكت على شاطئ الموت
والقبور احزاني والامي...وستبقى علامة التسعون في موضوع التاريخ ذكرى منكـ الى الابد.. كنت دائما اتوسل اليك فلتزدها الى خمسة وتسعون ولكنك كنت تقول لي.. يا هدى.. اكتفي بالعلامه التي اخذتيها
بمجهودك على ورقة الامتحان...!
وانا الان لا اريد أي زيادة على التسعون.. اريدها هكذا "90" لعلي كلما اراه هذا العدد البائس اتذكركـ.. واتمنى عند معرفتي لاي
شخص.. بان يمد الله بعمره الي سن التسعون.. وان لا
يسرقهـ القدر مني بهذه السرعه
المخيفهـ.. ولتخلد تلكـ العلامهـ على عناوين دفاتري الثمانية عشر.. والتي تحتوي كل واحده منها على ثلاث ومئة وخمس وستون صفحهـ ونـــــصف..!
ارحلي يا رياح الموت من ذهني واتركيني
اعيش.. خذي كل شيء معكـ كل ذكرى, كل دمعة, كل ورقة خريف سقطت مع مروركـ.. فلم تعودي تخيفيني.. فقد سجنت بداخلكـ شخص يشعرني بالامان حتى
لو خانني قدري كمن سبق.. واتيت
وسرقتني من بين احبابي كما تفعلين دائما..
استاذي..لتنم بحفظ الرحمن يا قدوة نعتز بها
الى الابد...
الى الابد.....
الى الابد......
:><:؛مودتي وجل احزاني:،<"
"
بائسة"
موضوع: لتنم بحفظ الرحمن ايها الاب الغالي.. الى الابد... 
الجمعة مايو 30, 2008 7:10 am
[/CENTER]
